اختيارات الإمام حميد الأعرج للمؤلف عبد الله بن موسى بن عبد الله الكثيري . يبدأ الكاتب بتقديم لمحةٍ عن الإمام حميد الأعرج — أحد القرّاء الكبار في تاريخ القراءات — ومكانته في مسار الانتشار القرائي، ثم ينتقل إلى موضوع الدراسة وهو “اختياراته” من القراءات؛ أي ما اختاره من طرق وروايات وما دعا إليه من تبعيّات. وتتوزّع محاور الكتاب بشكل رئيس: أولاً التعريف بالإمام وحركته العلمية، ثانياً عرض معايير اختياره وبيان العوامل التي أثرت فيه، ثالثاً تحليل نماذج من قراءاته — مع شرح الفرق بينها وبين باقي القرّاء — ورابعاً مناقشة أثر اختياراته على المدرسة القرائية اللاحقة. المنهج الذي اتّبعه المؤلف هو منهج وصفي-تحليليّ، حيث يعرض النصوص القرائية لمحمود الأعرج، يُقارن بينها وبين مصادر القراءات، ثم يحللها من مزيج لغويّ وتجريديّ مع الاستدلال بالروايات والطرق القرائية الناقحة، مستعينًا بمصادر الحديث والقراءات القديمة والحديثة. من أبرز المميزات الفنية والعلمية للكتاب: لغة عربية فصيحة أكاديمية، أسلوب منظّم يقود القارئ من التمهيد إلى التحليل، ودقة في المصطلح القرائي من حيث “الاختيار” و”الرواية” و”الطريقة”، مع توثيقٍ مقبول للمصادر — ما يمنح العمل أصالة في معالجة موضوع اختيارات قرّاء القرآن. يستهدِف هذا البحث فئة المتخصّصين في علوم القرآن وعلوم القراءات، وطلاب الدراسات العليا في هذا الحقل، بالإضافة إلى المحققين والمهتمّين بتاريخ القراءات؛ إذ إنّ فائدته تُتمثّل في تسليط الضوء على شخصية قرائية هامة من الزاوية المنهجيّة للاختيار وليس فقط الرواية. أما القيمة العلمية والثقافية التي يضيفها الكتاب فهي دعمه للبحث في مسار “اختيارات القرّاء” كجزء من تطوّر علوم القراءات، وإثراؤه للمكتبة القرائية بإضافة مرجعية تُسهل على الباحث تتبّع مِنهج حميد الأعرج وتحليل مكانته ضمن شبكة القراءات الإسلامية.