هذا كتاب في معرفة القراء الكبار ، الذين أكرمهم الله تعالى بخدمة كتابه العزيز ، وجعلهم من حفظته ، وذكر فيه مؤلفه بأسلوب أدبي رائع بليغ فضل القرآن العظيم ، وأنه سعادة للناس في دنياهم ، ومنجاة لهم في أخراهم ، يشفع لقارئه وحافظه ، ويرتقي به الدرجاتالعلى في جنات الخلود ، وثنى بذكر أسانيد هؤلاء القراء إلى رسول الله معدداً بعض مناقبهم ، كنموذج تحتذى به الأجيال ، وهذا الكتاب يعتبر إثراء للمكتبة القرآنية التي تشكو فقرها وعوزها ، كما نعده حسنة من حسنات مؤلفه ، شيخ القراءة في عصره وصاحب شيخ الإسلام ابن تيمية رمهم الله جميعاً.
مما يبشر بالخير ويدعو إلى الإعجاب ويستحق الإشادة إقدام الباحثين من علماء هذه الأمة على دراسة كتب التراث واختيار النافع منها لتحقيقه ونشره وفق القواعد العلمية للتحقيق، فرغم أن اكثير من أمهات الكتب قد نشر خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين فقد بقيت نفائس كثيرة لم تنتشر بعد، وكذلك فإن ما نُشر لم يحفظ معظمه بالتحقيق العلمي الدقيق ومن النفائس التي لم تنشر كتاب "شرح الزبيدي على الدرة في القراءات الثلاث المتممين للعشر، وهو من الكتب النافعة المفيدة، وقد بذل فيه مجهوداً واضحاً، ففصل مجمله وأوضح غامضه، وأضاف فوائد مهمة في حسن عيارة، ولطف إشارة ومتانة سياق.
المجلد الأول