هذه الدراسة عن (أثر القراءات والأصوات في النحو العربي) من خلال قراءة من القراءات السبع ، هي قراء أبي عرو بن العلاء ، والدراسة تقوم على أصلين : أما أولهما فهو : أبو عمرو بن العلاء ففيه التعريف به وعن جوانبه الخفية التي قلما يتطرق إليها الباحثون ، والثاني : فهو قراءة أبي عمرو بن العلاء ، وهي ثالثة القراءات السبعة في تصنيف ابن مجاهد ، ومفتاح هذا البحث هو أن يدرس (الأصوات) في قراءة أبي عمرو فدرس أصوات الفصحى بذاتها وتراث القدماء إبتداء من سيبويه ثم تعقب ذلك بدراسة المحدثين للأصوات ، وقد كانت وسيلة الدراسة هو الاستماع إلى أداء شيوخ القراءة ، فالكتاب فريد في بابه مشوق في فنه حري لكل مجد أن يطالع هذه الدراسة النفيسة.
نهضت الدراسات اللغوية الحديثة نهضة علمية ، في الغرب ، فتناولت كل فروع الدراسة المتصلة باللغة ، تاريخاً ، وأصواتاً ، واشتقاقاً ، ومعجماً ، وتركيباً ، ودلالة.وكان أهم ما جمعت هذه الفروع تحت عنوان واحد وهو (علم اللغة) ، فعلم اللغة بالمفهوم الحديث مختلف تماماً عما انتهى إلينا من تصور السلف لمضمونه ، وقد أثرى ثراء كبيراً من حيث المناهج ، وقد درس المؤلف في هذا الكتاب أعقد مشكلات الأصوات في اللغة الفصحى ، ودرس كذلك ظاهرة هي من أبرز ظواهر الشذوذ وهي كثرة الوجوه الشاذة ، المتواردة على الكلمة الواحدة ، بصرف النظر عن الوجوه الصحيحة فالكتاب بذل فيه المؤلف جهده ويتبين ذلك عند قرائته فهلموا إلى مائدة العلم والغوص في بحار القرآن.