مادة هذا الكتاب تدخل في ميدان أحد علوم القرآن، وهو ما يُعرف ب المتشابه اللفظي أو متشابه النظم أو الآيات المشتبهات، فالمراد ب المتشابه هنا ليس المتشابه في المعنى، والخفيُّ في الدلالة، والمبهم في الهدف، مما يحتاج إلى بيان، أو تأويل كآيات الصفات مثلاً، بل المراد به: المتشابه في الرسم، والمتكرر بألفاظ متماثلة أومتقاربة، وهو لون من ألوان الإعجاز الأسلوبي، والفن الرفيع في الأداء والتعبير والنظم، حال التكرار والاعادة لغرض ما، وبهذه النظرة رصد أبو الحسن الكسائي القارئ الحافظ مجموعة كبيرة من ألفاظ الكرم وآياته، مما تكرر وروده بسياقات متفقة، أو مختلفة، أو طرأ عليها نوع من التغيير ك الزيادة أو النقصان ورتبها بأبواب خاصة حسب عدد ورودها مشيراً إلى ما يخالفها من نظائر، دون أن يتعرض بالذكر إلى الفائدة من التكرار او الحكمة من تخضيض الآية المعينة بسياق معين دون غيرها، بل حرص الكسائي على الرصد والجمع والترتيب والتبويب والفهرسة.