لم يعرف التاريخ في عمره الطويل كتاباً أحيط بأسوار من العناية والرعاية والضبط مثل ما عرف عن القرآن الكريم ، فقد نقل إلينا جيلاً بعد جيل في فترة زمنية تزيد على ألف وأربعمائة عام سليماً من التحريف والتبديل ، وهذه الرسالة أصله بحث علمي تخصصي محكّم قدّمه الدكتور أبو النور أحمد الزغبي للجنة علمية جامعية تعني بالبحث والنشر ، وقد تم تحكيمه وأجيز نشره في مجلة كلية الشريعة والقانون بطنطا-جامعة الأزهر- بمصر ، وهذه الرسالة المعنونة ب(المصاحف المصاحف العثمانية وصلتها بالأحرف السبعة) هو لتوضيح معنى الأحرف السبعة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم(أنزل القرآن على سبعة أحرف)، وما يكثر ترداده حول معنى الحديث وعلاقة الحديث بالقراءات السبعة المتواترة والمصاحف العثمانية.
القاعدة المكية
(كتاب يعلم الهجاء بكلمات من القرآن الكريم )
اعداد
حسان بن سالم بن محمد بن عيد
إن أولى العلوم ذكرا وقدرا ، وأعظمها ذخرا وفخرا هو القرآن العظيم ، المحثوث على تعلمه معنا ولفظا ، قال النبى صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، لذا عكف العلماء على تعليمه وتعلمه ، ولم يخلو زمان وعصر ممن جمع فى سبيل ذلك شيئا .
وكان ممن ضرب فى هذا العلم بسهم صاحب كتاب " القاعدة المكيه " ؛ حيث سلك فى تصنيفه مسلكًا لطيفًا ، غايته : تعليم القراءة والهجاء ، ووسيلته : كلمات القرآن وآياته ، مع حسن تهذيب وجمع ، وبراعة تأليف ووضع ، وقد تضمن الكتاب تقريبا كل ما يعترى الحرف الواحد من حالات مثل الفتحة والكسرة والضمة والسكون والمد والتنوين والشدة والشدة مع المدود والشدة مع التنوين بالاضافة إلى اللام الشمسية...